4 شهداء بنيران جيش الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس منذ صباح اليوم
24 نوفمبر 2025 11:46 ص
نشرت في 31 يناير 2016 05:15 م
=ان وزير الخارجية الفرنسي سينهي منصبه قريبا. وفي عهد وزارة الخارجية الفرنسية، يصعب الحديث عن انجازات كبيرة للسيد لوران فابيوس: سوريا، داعش والارهاب العالمي، اوكرانيا، أزمة المهاجرين، وضع المسيحيين المتدهور في العراق، والاتفاق النووي المخجل مع ايران – هذه كلها حدثت في فترة ولايته. فابيوس لم يكن سبب هذه الأزمات، ولكننا لن نتعلم في مدارس الدبلوماسية مساهمته لحلها. لكن فابيوس سيحزم حقائبه بعد قليل، ولذلك يريد ترك ميراث له.
اذن، ما العمل؟ هل يتم بذل جهد اكبر في سوريا؟ او اظهار حزم اكبر ازاء ايران؟ او بناء تحالف بري ضد داعش؟ لقد اضحكتمونا. من المفضل استخراج الجوكر الثابت: الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
ويعتقد فابيوس ان لديه وصفة لترك ميراث: سنعقد قريبا (لأنه لم يتبق وقت فانا ذاهب) مؤتمرا دوليا بمشاركة الولايات المتحدة، دول اروبا والدول العربية. واذا لم تنجح المبادرة الفرنسية (ولماذا ستنجح اليوم؟) ستعترف فرنسا بدولة فلسطين. عبقري. كيف لم يفكروا بذلك من قبل؟
حسب المبادرة الفرنسية، لن يكون امام الوفد الفلسطيني الى المؤتمر أي سبب يدعوه الى التسوية. فابيوس يخترع مفاوضات من نوع جديد. هذه ليست مفاوضات، وانما عيب خلقي. مؤتمر دولي مع نتائج معروفة مسبقا، ستسهم فقط في وسم إسرائيل في العالم وفي شوارع باريس على انها الجانب السيء والرافض. وابعاد ذلك معروفة.
يمكن لفابيوس ان يوفر مصاريف المؤتمر، ودعوة الضيوف وتنظيم المهرجان، رغم انه من الممتع دائما زيارة برج ايفل. كان من المفضل لو يعترف وزير الخارجية الفرنسي بفلسطين منذ اليوم ويوفر علينا كل هذه التمثيلية والاحباط الدائم. قلد فعلت السويد ذلك في 2014، مثل 70% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. يؤسفنا مسيو فابيوس، ولكن حتى في هذه الخطوة الدراماتيكية لن تكون خلاقا.
يجب وضع الاقتراح الفرنسي في السياق الصحيح. في اللحظة التي يطرح فيه كإملاء، فانه يتيح مسبقا لأحد الأطراف القول "Non, merci" (لا، شكرا) بالفرنسية. لقد سبق وكنا في هذا الفيلم في ربيع 2015 عندما حاول وزير الخارجية نفسه دفع مفاوضات في اطار فترة 18 شهرا. في حينه قالت إسرائيل لا، ولم تتحمس واشنطن، بل كان الرد العربي باردا. والفلسطينيين وحدهم، كما هو الحال اليوم، تحمسوا طبعا. وفي شهر تشرين الاول، ايضا، كانت لدى الفرنسيين مبادرة لنشر مراقبين دوليين في الحرم القدسي ربما كجائزة للإرهاب الفلسطيني. التجربة تعلمنا ان مبادرات فابيوس تتبخر من تلقاء ذاتها