منتدى فكري حول مستقبل الدولة الفلسطينية في ظل المشاريع الإسرائيلية المطروحة

حجم الخط

وكالة خبر

نظم مركز رؤية للدراسات الاستراتيجية المنتدى الفكري الأول اليوم الاثنين، بالتعاون مع تجمع الشخصيات ‏المستقلة، بعنوان "مستقبل الدولة الفلسطينية في ظل المشاريع الإسرائيلية المطروحة"، من خلال طاولة ‏مستديرة، بحضور نخبة مميزة من الكتاب والباحثين والشخصيات السياسية.‏

وأكد الدكتور رائد حسنين، على أهمية عقد اللقاء الأول لمناقشة مستقبل الدولة الفلسطينية في ظل المعطيات ‏الموجودة في ظل الوقائع الموجودة.‏

وبدوره، استعرض الدكتور محمد ماضي من تجمع الشخصيات المستقلة، مجمل الأوضاع الفلسطينية والعربية ‏والدولية، والأهداف من خلف هذا اللقاء، التي جاءت من شعور مركز رؤية وتجمع الشخصيات المستقلة من ‏خطورة الأوضاع الحالية.‏

وأشار الدكتور عماد أبو رحمة، إلى أن الحل المطروح الآن من قبل إسرائيل هو بعيد عن قرارات الشرعية الدولية، ‏وأسس عملية السلام، وأن السياسة الأمريكية متوافقة إلى حد بعيد مع الرؤية الإسرائيلية، التي تسعى لفرض حقائق ‏جديدة على الأرض، بهدف استحالة قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، عبر سياسة الاستيطان الإسرائيلي.‏

ومن جهته، أكد أمين عام تجمع الشخصيات المستقلة الدكتور حسن حمودة، على أن الاحتلال الإسرائيلي يطرح ‏حلولاً ومشاريعاً منذ اليوم الأول لقيام إسرائيل، وأن المشكلة أصبحت في الطرف الفلسطيني العاجز عن بلورة رؤية ‏واضحة من كل هذه المشاريع، التي تسعى لقيام دولة غزة الكبرى وإقامة كانتونات في الضفة الغربية، وأن هناك ‏مصالح مشتركة بين العالم وإسرائيل، لتصفية القضية الفلسطينية، في ظل حالة من تفتت النسيج الوطني والبناء ‏الاجتماعي في الحالة الفلسطينية بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني.‏

ونوه القيادي في حزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، إلى أن الشعب الفلسطيني في حالة لن يستطيع ‏حماية حقوقه المشروعة، ورأى أن الوضع القائم في غزة هو كيان غير معترف فيه، وهو مخطط إسرائيلي في ‏الأصل، لضرب وحدة الشعب الفلسطيني، وتفتيت القضية، بهدف سهولة تصفيتها، وأكد على أن المؤتمرات التي تجري ‏في الجوار العربي والإقليمي تهدف إلى تفتيت التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني، بالتوافق مع التفتيت الجغرافي ‏الحاصل بسبب الانقسام، كما وأكد، على أن هناك محاولات لترسيخ كينونة غزة، تحت شعارات إنسانية، (أنقذوا غزة)، ورأي ‏أن هذه أن محاولات لتدويل غزة تحت رعاية الأمم المتحدة .‏

 ومن جانبه أكد، رئيس مركز آدم لحوار الحضارات عماد الفالوجي، على أن أبو عمار أكد له في السابق أن قيام ‏دولة فلسطينية سوف يغير وجه الشرق الأوسط، لذلك هناك توافق دولي وإقليمي واسرائيلي لعدم قيام دولة ‏فلسطينية، وأن الدولة الفلسطينية تعتبر متغير كبير إن حدثت، وأكد أن حل الدولتين هو خيار دولي وإقليمي قبل ‏فيه الشعب الفلسطيني.‏

وحول حل الدولة الواحدة، أوضح أنها ليست أمراً سلبياً، ولكن على قاعدة الحقوق الكاملة في إطار سيادة ‏القانون، وأكد أن الرؤية الإسرائيلية تقوم على أساس إقامة دولة في غزة بعد توسيع مساحتها، مع حكم ذاتي واسع ‏الصلاحيات في الضفة، بعد ضم مساحات واسعة منها لإسرائيل والحاق باقي الأراضي للأردن، وأن الحل ‏لمواجهة هذه المشاريع تكمن في الوحدة الوطنية، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد ‏للشعب الفلسطيني.‏

ومن جهة أخرى أشار صالح ناصر أبو ناصر، إلى أن المشاريع الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية ليست بجيدة، ‏ولكن المهم هو تصرف القيادة الفلسطينية، الذي يجب أن تعمل على جمع لم الشعب الفلسطيني، والاهتمام ‏بالداخل، عبر تفعيل المصالحة الوطنية.‏

وحول السيناريوهات الأمريكية والإسرائيلية، أفاد أبو ناصر، أنه يتم التحضير لتنفيذها على الأرض، مستغلة حالة ‏العجز العربي والفلسطيني، وهنا يبرز دور المثقف الفلسطيني الذي يجب أن يكون له رأي قوى مما يجري، لأن ‏هذه المشاريع ليست قدراً، لذلك لابد العمل بشكل جماعي على افشال مشروع الحل الإقليمي الذي يجرى التحضير ‏له.‏

وأوضح مدير مركز مسارات الدكتور صلاح عبد العاطي، أن المشروع الصهيوني في فلسطين هو مشروع ‏كنيانولي استيطاني توسعي، لا يمكن التعايش معه، ويرفض الرضوخ للحقوق الوطنية الفلسطينية، فليس هناك ‏وجود لدولة فلسطينية في الفكر الإسرائيلي، وأن الاحتلال يحاول فرض وقائع جديدة على الأرض، عبر سياسة ‏الاستيطان، في ظل أن الشعب الفلسطيني قدم نماذج سلبية في الفساد والانقسام والاقتتال الداخلي التي استفاد منها ‏الاحتلال الإسرائيلي، بهدف تصفية القضية الفلسطينية. ‏

كما وأكد، على أن محددات الحل من وجهة نظر نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل تقوم على بقاء القدس موحدة، عدم ‏العودة، كيان فلسطيني ناقص في الضفة الغربية، مع إقامة دولة غزة الكبرى في غزة، وأكد أن العمل جاري على ‏طرح خطة سلام أمريكية جديدة في المنطقة ، يتم التفاوض عليها بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، قد تفرض على ‏القيادة الفلسطينية، في ظل استثمار حالة العجز العربي والفلسطيني.‏

وحول المقومات الاقتصادية للدولة الفلسطينية، أشار الباحث حسن سلامة، إلى أن المقومات غير موجودة الآن، ‏واستعرض بيانات الجهاز المركزي للإحصاء التي أظهرت تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي ‏الفلسطينية.‏

من جهة أخرى، أكد الكاتب والمفكر الدكتور علاء أبو عامر، على أن المشاريع الإسرائيلية والأمريكية لتصفية القضية ‏الفلسطينية، ليست جديدة، وأن الرؤية الإسرائيلية، أصبحت ترى في غزة قنبلة ديمغرافية بجب التخلص منها عبر، ‏اقامة دولة فيها، مع تعزيزها بمقومات الحياة، من ميناء ومطار، وأن هذا المشروع أصبح يخدم حركة ‏حماس وبقاءها مسيطرة على غزة. ‏

وأكد، على وجود تفاهمات إسرائيلية تركية، يتم من خلالها إقامة كيان سياسي في غزة، ودعمه وبقائه بكل الطرق ‏والوسائل. وأكد أن الجميع أصبح مطالب بتغليب المصالح العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الحزبية الضيقة، ‏عبر الاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة، في إطار مصالحة وطنية حقيقية.‏

واستعرض الباحث منصور أبو كريم، المحددات التي أدت لوصول الأوضاع السياسية الراهنة ‏لهذه الحالة، مؤكداً على أن البداية كانت مع مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي مهد للتحولات والتغيرات في البيئة ‏العربية والإقليمية، وأن اغتيال الشهيد ياسر عرفات الذي كان حجر عثرة أمام تنفيذ مشاريع تصفية القضية ‏الفلسطينية لعب دور كبير وصول هذا الحال، بالإضافة إلى الانسحاب من غزة دخول حركة حماس لمعترك العمل ‏السياسي على برنامج سياسي مختلف، والخلافات في وجهات النظر والاقتتال الداخلي والانقسام، ومن ثم ‏التحولات في البيئة العربية والإقليمية بعد الربيع العربي، فكل ذلك من وجهة نظره لعبت دور كبير في طرح الحل ‏الإقليمي الذي أصبح العامل المشترك في جميع المشاريع التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.‏

وفي نهاية المنتدى الفكري الأول أكد المشاركون على النقاط التالية:‏
‏1.‏    ضرورة العمل الجادي على انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية التي تعتبر الضمانة الأولى والأخيرة، ‏للوقوف أمام مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.‏
‏2.‏    ضرورة فتح حوار وطني شامل تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف بلورة موقف وطني جامع من ‏مشروع الحل الإقليمي.‏
‏3.‏    ‏ التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، مع ضرورة تفعيل وتطوير ‏مؤسسات المنظمة.‏
‏4.‏    تصدي الكل الوطني لكل المشاريع التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، مع ضرورة رفض كل القوى ‏الفصائل الفلسطينية، مشروع الحل الإقليمي، والتمسك بالأرض الفلسطينية، شكلا ومضموناً
‏5.‏    مساندة القيادة الفلسطينية في توجهاتها السياسية والدولية، بهدف تعرية الاحتلال الإسرائيلي في المحافل ‏الدولية.‏
‏6.‏    دعوة الجامعة العربية خلال القمة العربية المتنظرة، إلى اعلان التمسك بالحقوق الوطنية والفلسطينية، وبقرارات ‏الشرعية الدولية، ومبادئ عملية السلام.‏
‏7.‏    دعوة الشعب الفلسطيني لممارسة ضغوط شعبية على كل القوى الفلسطينية، بهدف اجبارها على تنفيذ ‏المصالحة الوطنية، وانهاء الانقسام السياسي والجغرافي.‏

رؤية5.jpg
رؤية4.jpg
رؤية2.jpg